من الليل جئت
أشق الدجى
وفي معصمي أثر للقيود
أجرجر خلفي ركام العنا ..
وأحرق في الجفن .. وهم الرقود .
وأطوي المسافات كي أرتجي
من الفجر أسمى معاني الوجود ..
من الليل جئت
وفي ناظري
أفول النجوم بماضي الركود ..
وفي خافقي انتكاس الرؤى.
وفي الروح عربدة للبرود
أتيت لعلي أذيب الثلوج ..
وأزرع في الكون
خضر البنود.
أتيت وما في سمائي سوى
وجوم الأماني وضعف السجود
وأطياف مسرجة بالسياج .
تلملم باقي رفات الوعود
أتيت وما في يدي غير روحي
أذوبها للنجوم وقود ..
وتأتي الدياجير
تستبق الخطو ..
وفي كرم بالظلام تجود
وتغتال كل وميض النجوم .
وتطلق في الأفق غربان سود .
وهبت عواصف جيش المغول ..
تسوم الأماني عذاب السنين .
وتحرق صحوي ..
لكي لا يعود ..
وها أنذا واقف في وريدي .
وشفرة يأسي بخاصرتي ..
وليلي إلى حيث شاءت تقود ..
عزمت الرحيل ولكنني ..
أمامي وخلفي افتراق الدروب ..
وفي مسمعي هاتف للبقايا:
أيا صاح أين وكيف تعود؟؟